السبت، 3 ديسمبر 2011

بالقرب من نهر النيل جلست وبكيت


هل ارى عدما ام سرابا مائياً في محيط قلب النهر
اهذي ربما لكنى اقف خائفاً وحيداً افكر ربما اخاف ليل شديد الظلمه ات
غير ان اعمدة الشوارع تضئ تيارات النهر
تمزق ورد النيل بين اليمين واليسار بين ظلمة ماء نيلنا ونور
جلست افرك عينيا علَى ارى نفسي
فمنذ ادراكي لنفسي بانى كائن حى موجود وانا اسئل ؟
من انا !!
هل انا هذا الطفل الصريح الذي تؤذيه صراحته نفاق الاخرين الاخرين
كيف لى وانا الطفل ان اسمع واستمتع بموسيقي الحزن وبالموسيقي الموجعه !! علها تحرك مشاعري تقشعر شعيرات جسمي
ام انا شاب لايعيش سنه الحاضر ويعيش كل مرحله متأخره
اليوم اجلس في خضم العراك الدائر منتمياً لحزب الكنبه
انظر لمن يحارب من اجلى فخورا في الميادين عاجزاً عن التواصل او عن استلام الرايه منهم
خوف اراه مقبولاً مبرراً مستتراً خلف انى متزوج واعول ( سبب غير مبرر واحمق في صوت خافض داخلى )
خلعت حذائي وشرابي ومددت ارجلى الى مياه النيل
احسست بالبرد في قدمى
انتظرت ان تداعبني اسماك النيل
لكنها لم تقترب
ربما احست هي بخوفي ورهبتي فابتعدت عنى
ارادت ان تعزلنى حتى اصبح وحيداً
رغبة منهم في عزلى عن الاستمرار في الحياه
لم اكن ارغب ان اترشح عنهم لنيل حقوقهم بل لم افكر حقاً فيما يحتاجونه منى
كنت اظن انهم يحتاجون الى ندوات وصالونات 
لكنى كنت احمق اذ ان الاسماك تنجذب للطعم بحثاً عن طعام
فلم يعد احداً يلقي طعاما في النهر بل يلقوا ملوثات الصناعة
لم يعد احداً يكترث بطعام الاسماك اذ ان الشعب لم يعد يأكل فالطعام غالى الثمن
بكيت حينما نظرت ان احداً ما في مركب صغير في عمق النهر يقذف قنابل تفتك بالسمك
فالسمك يموت مختنقاً
السمك يصعد يطفو يعوم ميتاً علي السطح لا احد يبالى فتيار النسيان اقوى من مقاومة السمك
حينها نظرت الى السماء عل الاله ينظر بعين الاعتبار الى هذا السمك
لكنى احسست ان الفرجة فقط شئ غير حسن
بل يكرهه الله وبقيت مثله متفرجاً
واذ بيدي تسند جسمي بميل علًي اري المشهد من زاوية مختلفة لكن يدي غاصت في الوحل الطين
فخرجت يدي بها طين اسود يتجمع في مناطق من يدي وتظهر باقي يدي العارى
احسست بان يدي عارية
احسست ان الطين حجاب ليدي
من نظر الى يدي العارية واشتهاها فقد زنى بها في قلبه
تعلقت اكثر بالعيون من حولى لم اعد ارى احداً ينظر منها مستقبلاً
انما ارى عيونا مفتوحة تنظر تاريخاً وتلهو بالحديث في الازمان الاولى البدائية
ارى عيونا عور تحلم بالمستقبل
هنا ادركت انى اجلس علي بركه من الماء العفن
فافقت ومن هول صدمتي احسست كأنى ملطخ بالدم
هل تلك اصابه في جسدي ام انها دماء سالت بجانبي فامتصتها ملابسي
تدق في راسي اصوات عقارب الثوانى
الوقت يمر وفي مروره انتهاء لشئ ما
احسست بانفاسي تتسارع تذكرت
فلطخت وجهي بطين يدي فاصبح لى ذقن
وانتظرت فربما يخرج السمك ليقول شيئاً مطلق صحيح ايماني
لكن شئ لم يحدث
انتظرت كصياد يصطاد لامفر
الوقت يمر بي عاصفه في السماء تقترب
تجردت من ملابسي اصبحت عارى
فجاء الىُ ينظر يحدق يتمعن فيا وكرر علي مسامعي من انت ؟
نظرت له فلم اجد رد الا انى قلت انا مختل
فارتاح ونظر مودعاً وفي عيونه ابتسامه ما!!  ثم رحل
لم يتكلم لم يقل شيئاً اكثر من مجرد ابتسامه لكنه تمم لي ينقصك ان تتكحل وان تتعامل بالدينار
وان تطلق لحيتك حقاً فالقذراة التى انت عليها ليست بلحيه هيبه ومخافة
فقلت هي التوبه خاصة خالصه لله وليست الدقن
علُنى اتتطهر من طيني
انتظرت وكونت من الطين حولى ملابس تغطى عورتى
ولكنى انتظرت كثيراً فاختلط عليا الوقت
لم اعد انتظر وقتاً
لم اعد احس بمكانى
مجرد الاسماك بدأت تحس بي وبقدمي وتداعبني
تخيلت انها تحملنى فوق المياه
انها حقاً تحس بأهميتي بانى ملك الملوك ترفعني فوق رؤوسها عالياً
نعم انا هو انسان
احاول ان اطلق الحرية لمخيلتي
علًنى اصل معها الى حل

فالوضع معقد - نحتاج لحل - نحتاج ضمير

هناك تعليق واحد:

  1. حلوة يا رفيق
    عميقة جدا .. بها حزن معتق !!
    اخاف من الحزن .. اهرب منه
    و لكن لا مفر ... لابد من المواجهه

    ردحذف