امريكا وروسيا ومابعد الحرب البارده ( الحرب لم تنتهي بينهم بعد )
جاء الخطأ الأمريكي الاستراتيجي الذي استفادت منه روسيا بشدة ألا وهو حربا العراق وأفغانستان الغير مكتملتين
كان من ضمن الأهداف الأساسية لغزو العراق وأفغانستان هو مزيد من تضييق الخناق على روسيا
فالحرب الباردة انتهت لكن الخطر الروسي لم ينتهي
في منطقة نفوذها والسيطرة على تلك المنطقة الغنية بالمصادر الطبيعية
أصبحت الولايات المتحدة في أعقاب غزو العراق متورطة بصورة مباشرة في زعزعة استقرار الشرق الأوسط
بدلاً من أن تكون قوة خارجية تساهم في أمنه واستقراره وهذا يحد من قدراتها لقيادة الجهود الدبلوماسية في المنطقة
وكان الهدف من الغزو العراقي هو تنصيب حكومة موالية للامريكان لتصبح لها أكبر قاعدة في الشرق الأوسط وقد كان لها قواعدها
ولكن جاءت المقاومة العراقية غير المتوقعة ومن بعدها حكومة موالية لإيران لتتعقد الأمور
كما أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أرقام فلكية
وهو ما كان بمثابة قبلة الحياة للروس
فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودخول العالم في حقبة القطبية الأحادية
تردت أوضاعه الاقتصادية
وبدأت الولايات المتحدة في الاقتراب حيث استطاعت أن تتدخل في البلقان ضد حليفته صربيا الأرثوذكسية
وفي شرق أوروبا هلك النفوذ الروسي وبدأت دول المنطقة تسعى إلى دخول الاتحاد الأوروبي
مثل بولندا والمجر ورومانيا وبلغاريا والتشيك وإستونيا ولا تفيا وليتوانيا
وكانت استراتيجية الولايات المتحدة لغزو العالم
السيطرة على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية
ووضع اليد على جميع مصادر الثروة الطبيعية (من مواد أولية ومصادر الطاقة)
ثم التحكم في المنظمات الدولية السياسية والأمنية والاقتصادية
ولا تعدو الحربين على العراق وأفغانستان سوى مواطئ قدم راسخة وثابتة للولايات المتحدة في إطار تطويق روسيا
اما روسيا بالإضافة إلى حلفائها في المنطقة مثل إيران
والتي لا تستبعد الولايات المتحدة إجراء صفقة معها من أجل تحجيم النفوذ الروسي ووقف برنامجها النووي
والتعاون في إدارة النفوذ في العراق
ويخوض الطرفان الآن بين بعضهما البعض حربًا معلنة على النفوذ وعلى السيطرة على القواعد في آسيا
وهو ما سيلقي بظلاله على شكل النظام العالمي في الفترة المقبلة
وسيشعل سباق تسلح جديد
هناك يقظة سياسية عالمية يغذيها بصورة كبيرة انتشار الإنترنت والأطباق الفضائية ووسائل الاتصالات
مما أدى إلى تقليل سيطرة الحكومات المحلية عبر العالم
بما في ذلك قدرتهم على السير خلف قيادة أمريكا إذا أرادت منهم ذلك
القواعد والتسهيلات العسكرية أداة أساسية للهيمنة الشاملة الأمريكية
فهل تكنولوجيا نقل المعلومات بسرعة رهيبة وسيلة اخرى ام سلاح خرج عن السيطرة
بدأت روسيا في السعي إلى مد نفوذها خارج إطار حدودها الجغرافية
ولذلك وضعت لها استراتيجية أولية للسيطرة على أربع دول رأت أنها حاسمة لخططها في أن تصبح قوة عالمية من جديد
وتلك الدول الأربعة هي أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وجورجيا
وعلى النقيض فإن إيران تسير في برنامج فعَّال للحصول على النفوذ في العراق
فستين بالمائة من العراقيين يدينون بالمذهب الشيعي
وعكست أرقامهم نتائج الانتخابات البرلمانية
فقد حصل التحالف الإسلامي الشيعي الجبهة الموحدة العراقية على 128 مقعدًا من 275
بل من ضمن قادة الحزب رجال دين تم نفيهم في السابق إلى إيران
وايران عن طريق روسيا عملت علي تقوية موطئ قدمه في الجيش اللبناني. ولكن الأكثر إزعاجًا هو غياب النفوذ الأمريكي الفعال في لبنان؛ فقد كان كل من الولايات المتحدة وفرنسا (بل وحتى مصر والسعودية) بلا أنياب للتأثير على تلك التطورات، في حين سيطر النفوذ السوري والإيراني، والذي أثبت مرة ثانية أن تصميمهم على العمل ضد الغرب المتردد أتى بثماره
فكان لابد من صراع محلى داخلى داخل سوريا وقد كان
ووجود إيران نووية في المستقبل سوف يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة الإقليمية والعالمية بصورة كبيرة
وذلك في حالة تغير نفوذ إيران وحرية حركتها في المنطقة
مما سيهدد الولايات المتحدة ويهدد حلفائها
فإيران على سبيل المثال يمكنها أن تسيطر على الأراضي التي تزعم ملكيتها في مضيق هرمز
ولا يستبعد أن تقوم أمريكا بعقد صفقة مع إيران لعدم تحمل واشنطن إغلاق مضيق هرمز تحت أي ظرف من الظروف
ومن أهم استراتيجيات إيران هو بناء القدرة على تهديد الأنظمة العربية من خلال الأطراف التابعة لها
والتي تعمل داخل مختلف الدول العربية في الوقت الذي تحافظ فيه على قدرتها على إنكار تورطها المباشر
فإيران تعد الشريك التجاري الرئيس لأفغانستان
وتجدد الروابط مع إيران يسمح لأفغانستان باستخدام ميناء شابهار الإيراني
والذي يعد أقرب وأفضل نقطة وصول عبر إيران إلى المحيط الهندي
مصر
مصر وتلك الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة التي انتشرت نتيجة حالات الفساد والبطالة المتوطنة والمزمنة هناك
بالإضافة إلى أن المواطنين في تلك الدول ينأون بأنفسهم عن السياسة
حيث يهدف الساسة هناك إلى إرضاء المجتمع الدولي والأطراف الخارجية
وليس إرضاء ناخبيهم الذين يمثلونهم
كما تزايدت النشاطات الإسلامية عبر المنطقة وازدادت الهجرة غير الشرعية
وبالطبع لا يتحقق ذلك بشراء الأسلحة
وحماس هي منظمة سنية بأجندة فلسطينية وليست عميلة لإيران
ولكن بالرغم من ذلك استطاعت إيران أن تمول وتسلح الحركة
وأمدتها بدعم سياسي ومارست ضغوطها على حركة حماس
وزعم الرئيس السابق المصري حسني مبارك أنه بعد استيلاء حماس على غزة
فإن مصر أصبحت فعليًّا لها حدود مع إيران
فالحذر كل الحذر علي سيناء
الصين
إن الصين يمكن أن تتخطى الولايات المتحدة فيما يتعلق بإجمالي الناتج القومي في العشرين عامًا القادمة، مما يعطيها زخمًا وقوة على منافسة النفوذ الأمريكي في شرق آسيا
ملحوظة
لن نقول أن مصرع ابن لادن وتعيين الجنرال بيترايوس لم يكن صدفة للامريكان
ولكننا نقول أن اجتماع الحدثين خلق فرصًا استراتيجية وسياسية للولايات المتحدة ولإدارة اوباما لم تكن موجودة من قبل